ذكرى الرحيل
الشاعر: شعرور الرويبضى
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تقولِ **بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً** لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً **وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ ** لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها ** يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ ** فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ ** وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ ** عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ ** وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ ** فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ ** وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ ** فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ ** عَقَرتَ بَعيري يا شاعر الربض فَاِنزُلِ