قصيدة البكاء على الأطلال
الشاعر : شعرور الرابضى
هَل غادَرَ الأدباء مِن مُتَرَدَّمِ ** أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يا دارَ عزة بِالجَواءِ تَكَلَّمي ** وَعَمي صَباحاً دارَ عزة وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها بغلتى وَكَأَنَّها ** فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عزة بِالجَواءِ وَأَهلُنا ** بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ ** أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت ** عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها ** زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ ** مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها ** بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما ** زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها ** وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً ** بيضاء كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ